قرأت مرة معلومة عن ديكارت, بأنه كان ينام كثيرا أو شيء من هذا القبيل. بالطبع فكرة فيلسوف ينام كثيرا اثارت إعجابي و خصوصا إذا كان ديكارت لأسباب عدة. منها أنني انام كثيرا أيضا. بالطبع لأتأكد ذهبت الى غوغل و سألت عن هذه المعلومة, بدلا من الوصول الى هذه المقالة, لأعرف أنه فعلا حظي بمعاملة خاصة في مدرسته, و سمح له للسهر و النوم أكثر من الآخرين لأن حالته الصحية كانت سيئة و لنسبه و عائلته. وصلت الى مقالة نشرت في مجلة ريتشموند للفلسفة, تحدثت عن ثلاث نظرات فلسفية للنوم العميق. أيضا, شيء يخص النوم أثار إعجابي و رغبت بترجمته لمشاركته مع القراء العزيزين. و لسبب آخر, حيث أنني اريد استخدام هذه المقالة و النظرات الثلاثة لتوضيح فكرة آخرى في مقالات لاحقة. لكن لكل شيء وقته المناسب, سأعتذر مقدما عن الجدية في الترجمة على عكس المقالتين السابقتين. و لكن الحجم الصغير يعني أنك لن تنام أثناء القراءة
قبل البدء أريد توضيح معنى كلمتين عربتهم و تركت إحداهم معربة لا مترجمة
كارتيزي: نظام الإحداثيات الكارتيزي مشهور و غني عن التعريف. لكن هنا ستذكر كلمة كارتيزي للتعبير عن الاشخاص الحاملين لفكر ديكارت بازدواجية العقل و الجسد. أن العقل منفصل عن الجسد
إمبريقي: الشخص الإمبريقي هو الذي يعتقد بأن المعرفة تأتي أساسا -أو حصرا- من الحواس, و بالتالي من التجارب و الأدلة لا من أفكار كامنة كشخص من المدرسة العقلانية, و دون شك بعدم القدرة الكاملة على الحصول على المعرفة, كما يدعي التابعون لمدرسة الشك
المقالة الأصلية للسيد جيمس هيل تجدها هنا
http://www.richmond-philosophy.net/rjp/back_issues/rjp6_hill.pdf
“
في العقد الماضي عاد الوعي ليكون مركزا لإهتمام الفلسفة الخاصة بالعقل, و لكن بالنسبة لموضوع النوم فهو من النادر أن يذكر. النوم يقدم مشاكل خاصة لأي نظرية عن الوعي. و لا أقصد الأحلام و التعقيدات الشكوكية التي تحيط بها –فتلك المشاكل تأخذ دائما حيزا جيدا من الإنتباه. ما أقصده هو النوم دون أحلام, الفترات المعتمة في العقل و التي لا تترك أثرا فينا. في القرن السابع عشر كان هناك جدال حول طبيعة النوم دون أحلام و حاول الفلاسفة أن يدرجو فهمهم للنوم في النظام الأعم للعقل و الوعي. هنا سنبحث و نقارن بين ثلاث وجهات نظر فلسفية للنوم – لديكارت و لوك و لايبنز – قبل تقييم بعض المشاكل و الأفكار التي يقدمها الحوار حول النوم لفهم مسألة الوعي
1
النوم أطل برأسه للمرة الأولى كمشكلة فلسفية لديكارت و المتبعين لفكره في الوقت المعاصر. في كتابه “التأملات” اعتبر عقله ليكون في الأساس “شيئا مفكرا”. (ريس كوجيتانس) و القول بأن جوهر –أو الصفة الأساسية في- العقل هي التفكير, يعني القول بأن العقل لا يمكن أن يفقد هذه الصفة و يبقى موجودا. وجود عقل دون تفكير ليس له معنى, مثل ذلك وجود مادة دون أن تشغل حيزا. و بما أن ديكارت استخدم كلمة “التفكير” ليعبر عن كل حالات الوعي, يعني أنني طالما عقلي موجود سأكون واعيا. حتى أثناء الوقوع في غيبوبة, أو عندما أغط في نوم عميق. في تأمله الثاني ديكارت يؤكد
أنا موجود, هذا أكيد. لكن لمتى؟ طول ما أنا أفكر. لأنه إذا توقفت كليا عن التفكير, سأتوقف كليا عن الوجود
بالطبع كان هناك خيار لديكارت لينفي فكرة استمرار التفكير طوال ساعات النوم, أن يأخذ وجهة النظر التالية: أن العقل أثناء النوم يتوقف عن التفكير و الوجود و عند الإستيقاظ يعود للوجود و التفكير. كان بإمكانه اختيار هذا التوقف المؤقت لوجود المادة العقلية. لأنه في نظامه الفلسفي, يعتبر العقل محدود, كما يعتبر كل شيء اخر محدود. و سبب حفظ وجود كل شيء هو الله. و يطلب منا النظر الى الحفظ كنوع من الخلق المتكرر. لذا ما يمنعه من القول بأن الوقفة الوجودية مؤقتة عند النوم, و أن الله يعيد خلق العقل ذاته عند الإستيقاظ؟
عقيدة المادة لديكارت هي التي لا تسمح لخيار التوقف المؤقت للوجود. ديكارت باعتباره العقل مادة, و المادة شيء قادر على التواجد بغض النظر عن كل الأنشطة من الأشياء الاخرى إلا قدرة الله. وقفة مؤقت أثناء النوم قد تعني أن (مع مشيئة الله) العقل ممكن أن يتم تدميره مؤقتا بنشاط حبة منومة, أو صوت محاضر, و قد يعود للوجود بصوت عال أو ابتلال الملابس. و بالتالي سيعتمد وجوده على نشاط من مادة اخرى محدودة, و لذلك يفقد تعريفه كمادة
و بناء على ما سبق, عقيدة ديكارت الميتافيزيقية عن المادة و الجوهر أجبرتاه على نظرة مثير للجدل تدعي أنه و حتى في أعمق سبات, عقولنا ما تزال واعية. اعتراض واضح يظهر فورا: لماذا, إن كنا فعلا واعين, يظن أغلبنا أننا لسنا واعين أثناء النوم العميق؟ و النوم العميق (النوم دون أحلام) ينظر إليه من قبل الجميع, باستثناء الجماعات الديكارتية, كفجوة في النشاط العقلي؟ ديكارت حاول مواجهة هذا الإعتراض عندما قدمه ناقده و نده بيير غاسيندي بالطريقة الآتية
بما أن العقل موصول بالجسد, فمن الضروري ليتذكر الأفكار الماضية, أن تبقى أثار على الدماغ, و العقل بالنظر لهذه الأثار يقدر على التذكر. لذا هل فعلا من الغريب أن دماغ الشخص النائم غير قادر على الحصول على هذه الأثار؟
أثناء النوم الخال من الأحلام, في حجته, العقل لا يمكن أن يصنع ذكريات جديدة. و بالتالي عند الإستيقاظ لا نستطيع تذكر أي نوع من التفكير الذي حصل أثناء نومنا. في الحقيقة حتى لو تم إيقاظنا أثناء هذا النوع من النوم, سنكون متأكدين من أننا لم نكن واعين: أدمغتنا, الأعضاء الفيزيائية المخزنة للذكريات لن تحافظ حتى لجزء من الثانية على الأفكار التي نفكر بها أثناء النوم
و لكن ما هو سبب الخلل في الذاكرة؟ ديكارت يؤمن بأن الخلل في الذاكرة نتيجة عن انسحاب للروح من الجسد (و بالأخص من الدماغ). الوعي الذي يحدث في هذه الحالة من التراجع أو الانسحاب, لا يتفاعل مع الآلية الفيزيائية للذاكرة في الدماغ – يهب كهواء دون أن يتم تسجيل أثره. حتى أن تعبير “خلل في الذاكرة” قد يكون قاصرا عن التعبير عما يحدث هنا: أفكار النائم أصلا لا تدخل الذاكرة و لذا يستحال نجاح أي احتمال في التذكر لاحقا. لا شيء متوفر ليتم تذكره
فهم ديكارت للنوم كحالة من انسحاب للوعي من الدماغ يصرح عنه فقط في الرد المذكور على غاسيندي. و هذه الفقرة الوحيدة و التي تحمل نبرة التحزر أو الشك. ديكارتيون آخرون, قاموا بتطوير هذا الجنين في منطق ديكارت, نيكولاس ماليبرانش على سبيل المثال, أعطى تفسيرين مختلفين لعدم التذكر. الأول يضيف على نظرة ديكارت. ماليبرانش يفسر التوقف المؤقت للذاكرة بأن “التفكير النقي” هو الذي يحدث, و هذا النوع من التفكير –الذي يتعامل مع تعريفات مجردة للرياضيات و المنطق و الميتافيزيقا- لا يحمل أي نوع من التصورات الشكلية معه, و بالتالي فهو ليس كالحس و الخيال الذان يتضمنان روحا حيوانية ليترك أثرا على الدماغ. و هذا التفسير يظهر براعة في توظيف الطرح الديكارتي لتوضيح فهم دقيق لمبدأ تفكير الروح بعيدا عن الجسد. و لكنه ليس مغريا بالنسبة للذين في الأصل يشككون في فكرة التفكير المجرد أو النقي
تفسير ماليبرانش الثاني يبتعد عن الإقتراح الأصلي لديكارت: في بعض الأحيان يبدو أن التفكير بالكثير من الأشياء كأنه تفكير في لا شيء. كما يظهر على شخص في نشوة. “الأرواح الحيوانية” تتحرك و تلف بطريقة عشوائية داخل الدماغ, تاركة الكثير من الأثار العشوائية, لذا لا يمكن تقفي أي من الأثار لإحداث إحساس معين أو فكرة مميزة في العقل. و ينتج من ذلك, أن هؤلاء الأشخاص يروون الكثير من الأشياء المتتالية و لا يرون بالتالي شيئا واحدا مميزا – لذا يفكرون أنهم لم يفكروا بأي شيء
هنا من الممكن استخدام تعبير “خلل- في- الذاكرة”. ماليبرانش يصف هنا نوعا من التفكير المجزء و المرتبك لدرجة أنه لا يعلق في العقل. الأثار الباقية لا تملك ملامح كافية لتكون ذاكرة معينة. و بالمحصلة الشخص يستنتج من هذا أنه لم يكن يفكر أصلا في هذه الأوقات. التفسير الثاني لماليبرانش يقترب من نظرة ليبينيز و التي سنفحصها قريبا. أما تفسيره الأول. بأن الروح تفكر بطريقة مجردة بعيدا عن الجسد, هو التفسير جوهره ديكارتي, و هو المتعارف عليه كالتفسير الأرثودوكسي الديكارتي: و لذلك سأعبر عن النظرة الديكارتية التي عبر عنها ديكارت و التفسير الأول لماليبرانش بعده في كتابه ذا المجلدين “البحث عن الحقيقة” بالنظرة الإنسحابية
2
من الصعب تخيل نقد أقل من لاذع للازدواجية الكارتيزية من قبل إمبيريقي كجون لوك. في الجزء الأول من الكتاب الثاني في “المقالة بخصوص الفهم البشري” يطلق لوك هجمة على الموقف الكارتيزي. يقوم لوك بخطوة مهمة أولى ضد الكارتيزيين بمعاملة مبدأهم (بأن العقل دائما يفكر) باستقلال عن الخلفية الميتافيزيقية. كتعريف العقل كوعي و عقيدة المادة و الجوهر. بالنسبة للوك الطرح يجب كأي شرح عن المحتويات الحقيقية للعقل, يجب أن يعتمد على فرضية قابلة للتجريب. و لذلك الكارتيزية لم تتوافق مع الأدلة و لم تكن مقبولة بشكل كبير. أي شخص يستطيع أن يقول أنه أمضى الليلة دون أن يفكر بأي شيء, و إذا كانت الميتافيزيقا توصلنا لنتيجة تختلف مع هذه الحقيقة, لوك بطريقة غير مباشرة صرح, بأن هذه مشكلة الميتافيزيقيا
لوك اعتقد, إذا تكلمنا بشكل عام, أننا يجب القبول بحكم النيام أنفسهم بأن النوم العميق دون أحلام يحتوي على فجوة في التفكير- أن العقل لا ينسحب للتفكير النقي بأمور مجردة في عالم خيالي, بل كأنه يفقد الوعي. فلنسمي النظرة هذه بنظرة الغيبوبة. لوك يزعم أنه على أرضية منطقية صلبة بخصوص الفرضية المختصة بالنوم- فهو يعتبر أنه لا يوجد أي شيء يملك السلطة ليحكم سواء فكر شخص ما بشيء أو لا عدا ذلك الشخص و وعي ذاك الشخص بذاته. و الرجل البسيط في موقف أفضل لمعرفة ما إذا كان فكر أم لم يفكر بأي شيء في الليلة السابقة, و هذا لا يعود لرأي رجل يجلس على أريكة و ينثر الفرضيات
بعض ما يقوله لوك ضد الكارتيزيين يسري في عرق من السخرية. على سبيل المثال يقول أن أي هزة رأس نعسة تهز عقيدتهم. و لكن لوك أيضا يوجه ضربات خفية, عدم موافقته مع فكرة أن العقل يفكر أثناء النوم و لكنه ينسى ما فكر به يجعله يشكك بالهوية الشخصية. من هو هذا الشخص الذي يفكر في داخلي حين أكون نائما؟ بالطبع هو ليس أنا, يجادل لوك, لانقطاع تسلسل الأفكار مع الأفكار الحالية. الذاكرة, كما يوضح لوك في الفصل عن الهوية الشخصية, تحتوي على ذات مستمرة و قادرة على التفكر بما سبق. و إن مرت بالفعل أوقات من التفكر التي لا استطيع تذكرها حين أكون يقظا, إذا هذه الأوقات تعود لشخص آخر. لو قلنا أن سقراط النائم يفكر و حين يستيقظ ينسى كل ما فكر به, إذا هذه الأفكار الليلية لا تهم سقراط كما لا يهمه سعادة أو بؤس شخص لا يعرفه و يقطن في الهند الشرقية
بشكل عام يعتبر لوك فرضية عدم تفكيرنا بأي شيء أثناء النوم العميق أصح. لكنه أيضا يعلم أنه لا يستطيع النفي بشكل قاطع الفرضية الكارتيزية, و لهذا هو مرتاح ليوضح على الأقل النقطة التالية, الأفكار التي قد نفكر بها أثناء نومنا العميق هي أفكار لا تعود الى وعينا كأشخاص مستيقظين
3
بين ديكارت و لوك نرى آراء متناقضة – طرح و عكس الطرح. و هنا يأتي جوتفريد لايبنز و الذي بتعليقه على مقالة لوك, يأتي بمعالجة الطرحين المتعاكسين. نظرة لايبنز الى النوم, برأيي, هي الواعدة و الأخصب من بين النظرات الثلاثة التي نتكلم عنها
لايبنز يبدأ بالموافقة مع الكارتيزيين بأن العقل دائما يفكر, حتى في النوم العميق. كما أن هناك حركة دائمة داخل المواد, حتى لو لم نستطع رؤيتها, كذلك يوجد أفكار مرتبكة و غير واضحة تمر بشكل مستمر عبر عقل النائم. و لكن لوك أيضا محق بقوله بأن تفكير العقل النائم ليس واعيا, أي التفكير يحدث دون وعي, و هو يحدث بهذه الصورة لأنه غير مركز, مشتت و دون اهتمام. و بهذا يترك لايبنز افتراضا رئيسيا يحمله كل من اتباع لوك و ديكارت, و هو افتراض أن التفكير بحد ذاته هو أمر يحصل بطريقة واعية. و إذا ما تركنا هذا الافتراض سنستطيع فتح المجال لأفكار غير متصلة بالوعي, و بالتالي نفسح المجال لطريقة ثالثة في النظر الى الموضوع. و لاستخدام مصطلحات لايبنز “المشاهدات” تحصل أثناء النوم, لكن ما يحصل ليس “الإدراك بالترابط”- مصطلحه للتعبير عن الإدراك الواعي أو المتصل بالوعي
هذه المشاهدات اللاواعية ممكن تسميتها بإدراكات صغيرة, أو “إدراكات دقيقة” و يعتبرها مشتتة كثيرا و واهية لدرجة أنها لا تصبح آهلا للوعي. و لنسمي نظرة لايبنز للنوم بنظرة الإرتباك
أسباب لايبنز للوصول الى هذه النتيجة عديدة و قد أخذ جزءا من المبادئ الميتافيزيقية, كما فعل ديكارت, و أيضا من مراقبة تجريبية كما فعل لوك. من الأسباب التجريبية تبرز ظاهرتان, ظاهرة النوم و الاستيقاظ بالترتيب. عن الأولى يعلق لايبنز أنه من الأسهل إيقاظ نائم في بعض الأحيان و من الصعب فعل ذلك في أحيان اخرى. لذا من الطبيعي برأيه أن هذا يعود لكون النائم نوما خفيفا لديه إحساس اكثر بما يحصل حوله. إدراكاته الدقيقة تكبر لتصبح إدراكات واعية بسرعة و جاهزية. و إن صح هذا, يعني أن هناك درجات من النوم – خط مستمر من حالة الاستيقاظ الى أعمق سبات. و هذه الاستمرارية يمكن أن تفهم عبر الوضوح النسبي للإدراكات الدقيقة في كل درجة. ثانيا, يقول لايبنز أن طريقة جيدة للنوم هو ترك الأفكار بالتوهان لوحدها. كلنا نعلم أن التفكير بمشكلة محددة و بعناد يمنعنا من النوم. لذا بتشتيت انتباهنا و جعله مقسما بين العديد من الإدراكات, يمكن توليد النوم. لذا من الطبيعي النظر الى هذه الحالة كحالة من افكار مليئة بعدم الانتباه و التركيز. و بهذا نظرة الارتباك تملك نقطة جيدة ألا و هي التواصل بين حالة الإرهاق و آلية النوم بيد و النوم بحد ذاته بيد آخرى
لايبنز يذهب أيضا لرسم المقارنة بين النوم و حافة الوعي. في أي لحظات الاستيقاظ هناك العديد من الإدراكات المشوشة لدرجة عدم تسجيلها بشكل واع. لضرب مثال لم يستخدمه لايبنز و لكن يناسب فكره: لو توقفت الساعة عن الدق نستطيع “سماع” الصمت الذي تركته. هذا يعني أننا بالرغم من عدم وعينا بدق الساعة, كنا ندركها بطريقة غير واعية طوال الوقت, و إلا لما لاحظنا اختفاء الصوت. في النوم, هذه الإدراكات الغير مسجلة تصبح المضمون الوحيد لعقلنا. بمعنى آخر, حافة الوعي هي نوع من النوم الجزئي و الذي يزداد عندما نشعر بالنعاس, و أخيرا يسيطر تماما حين نغفى. كما قال لايبنز, كأننا كنا نائمين بشكل اختياري بخصوص بعض الأشياء على حافة الوعي, و عندما نسحب اهتمامنا من كل شيء بالكامل, النوم يعم
4
ثلاث وجهات نظر موضحة بشكل كاف و متنافسة لتفسير نشاط العقل أثناء النوم تظهر من نقاش ديكارت الأصلي للموضوع
-
النظرة الانسحابية لديكارت و ماليبرانش. الروح تفكر بوعي طوال النوم العميق, لكن لا ذكريات تسجل لأن نوعية التفكير هي نقية و منفصلة
-
نظرة الغيبوبة. تفسير لوك الأقرب الى الرأي العام و هو أن العقل بكل بساطة لا يفكر أثناء النوم الخالي من الأحلام و لذا يمكن اعتباره فاقدا للوعي.
-
نظرة الارتباك. ألا و هي نظرة لايبنز لأن العقل يستمر في التفكير أثناء النوم و لكن لأن المشاهدات أو الأفكار مشوشة جدا و مجزئة, فهي تحدث بطريقة لاواعية تماما