عرفت عن بول غراهام قبل بضعة سنوات و في جلسة واحدة قرأت الكثير من مقالاته, هذه المقالة صادفتها مجددا مؤخرا و قررت بأنها تستحق الترجمة, لأنها تساعد على التفكير بطريقة “لا أرثودوكسية”. في كلمات أخذت الحرية بتغيرها لتوافق العربية, الجمل الي غيرتها بشكل مباشر وضعت تنبيه. و في مصطلح ما خطر ببالي ترجمة أو الترجمة الي استخدمتها ما الها معنى لو ما وضحتها هون, العبارة بالإنجليزي هي political correctness و كتبتها “تلمس سياسي”. واضح إنه ترجمة رديئة للي بعرف معناها, أما الي ما بعرف, فهاي الكلمة تعني أن يحاول المتكلم ألا يؤذي مشاعر أي مجموعة أو أقلية. و هي تستخدم في بعض الأحيان كتهمة لأنها قد تغير شوي بحقيقة الأشياء بس في سبيل إرضاء الأقلية, آخر فقرة عنوانها تركته بالانجليزي لأني ما عرفت معناه و مكسل أدور بما إنني ترجمتها على قعدة و حدة تقريبا. و آخيرا في كمان بذكر عبارة “هيت سبييتش” و ترجمتها إثارة النعرات, بس بالإنجليزي قريبة من مصطلحات برواية 1984 الي من أهم الأفكار فيها هي إنه الحكومة بتغيير اللغة بأكملها لتسهل السيطرة على الناس, إذا حاب تقرأ أكثر عنها, اقرأ مقالة الكوكتيل الديبستوبي, بس الأفضل إنك تقرأ الرواية نفسها
هاف فن
“
ما لا يحمد عقباه من الكلام
عمرك شفت صورة قديمة إلك و حسيت بالإحراج صح؟ أحا هيك كنت ألبس؟ اه! و ما كانش عنا أدنى فكرة قديش سخيف كان شكلنا. بس من طبيعة الموضة إنها تكون خفية, زي ما حركة الأرض خفية بالنسبة النا كلنا و احنا راكبينها
الي بخوفني هو إنه في موضة أخلاقية كمان. و هاي الموضات بنفس العشوائية, و بنفس الخفاء لأغلب الناس. بس هظول أخطر بكثيير. الموضة يتم الخلط بينها و بين ما هو تصميم حسن, الموضة الأخلاقية يتم الخلط بينها و بين ما هو خير. لما تلبس أواعي غريبة بمزوا عليك. لما تخرق موضة أخلاقية ممكن تنكحش, تُنبذ, تنحبس أو حتى تنقتل
لو لقيت آلة زمن و رجعت لوقت ماضي, في اشي واحد من الممكن قوله بغض النظر وين هتروح: لازم تدير بالك شو بتسولف. الآراء الي هسا بتشوفها عادية ممكن توديك بداهية هناك. هي انا حكيت على الأقل اشي واحد كان من الممكن يمشكلني بأغلب أنحاء أوروبا بالعصر السبعطش, و فعلا عمل إشكالية كبيرة لغاليليو- إنه الأرض بتتحرك
يبدو أنه إحدى الثوابت في التاريخ المتغير هو إنه في كل عصر, الناس آمنوا بأشياء سخيفة, و آمنوا فيها بكل جدية ممكن تخلي الانسان يروح بستين داهية إذا حكى اشي عكسها
هل وقتنا مختلف؟ لأي واحد قرأ أي اشي من التاريخ, الجواب الأغلب يكون أكيد لأ! غير تكون صدفة اخت شلن إنه الحقبة الي عايشين فيها هي الحقبة الي عملنا فيها كل اشي صح و استكنا الأمور
من المشوق التفكير بأنه مؤمنين بأشياء غير يعتبرها الناس في المستقبل سخيفة. إيش الاشي الي لو رجعلنا واحد من المستقبل غير يكون داير باله إنه ما يحكيه؟ هذا هو الي بدي أدرسه هان. بس بدي أعمل أكثر من إني أصدم القراء ب”هرطقة الساعة”. بدي أعمل وصفة لاكتشاف شو ما بصير ينحكى في أي حقبة
امتحان الإمعة
خنبلش الامتحان: هل عندك آراء بتتردد إنك تعبر عنها قدام مجموعة من أقرانك؟
إذا الإجابة لأ, ممكن توقف و تصفن شوي بهالشغلة. إذا كل اشي مؤمن فيه هو كل اشي مطلوب منك إنك تؤمن فيه, معقول إنها صدفة؟ الأغلب إنها مش صدفة. الأغلب إنك بتفكر زي ما بنحكالك تفكر بالزبط
الاحتمال الآخر هو إنك راجعت كل سؤال و وصلت لنفس الأجوبة المقبولة. هاظ الاشي مش كثير معقول, لأنه معناه إنك عملت حتى نفس الأخطاء الفكرية. الناس الي بعملوا الخرائط بستقصدوا يحطوا خطأ بسيط في خرائطهم عشان يميزوا إذا واحد سرق خرائطهم. إذا خريطة ثانية كان فيها نفس الخطأ, هالاشي دليل دامغ على السرقة
زي أي حقبة ثانية في التاريخ, خريطتنا الأخلاقية من المؤكد إنها تحتوي على شوي أغلاط. و أي واحد بقوم برتكب نفس الأخطاء الأغلب مش بالصدفة ارتكبها. بتكون زي كأنه واحد إدعى إنه باستقلال و من عقله لحاله قرر في 1972 إنه الجينزات “الشارليستون” فكرة مليحة
إذا مؤمن بكل اشي مطلوب منك تؤمن فيه هسا, كيف بتقدر تتأكد إنك مش رح تكون مؤمن بكل اشي مطلوب منك تؤمن فيه لو إنك تربيت بين ملاك العبيد في جنوب قبل الحرب الأهلية, أو ألمانيا في 1930 أو المغول في 1200 ؟ الأغلب إنك زيك زي الكل
زمان كان فكرة إنه لو عندك اشي مش مستعد تحكيه بصوت عالي في اشي غلط فيك. هاي فكرة شوية متخلفة. و ممكن نحكي بالتأكيد, في اشي غلط لو إنه ما في عندك أفكار مش مستعد تحكيها بصوت عالي
مشكلة
شو منقدرش نسولفه؟ طريقة لاكتشاف هالسولافة هي بكل بساطة تشوف شو في سوالف تسولفت, و الناس تمشكلوا بسببها
طبعا, احنا مش دوارين أشياء بس مش قادرين نحكيها. إحنا دوارين أشياء مش قادرين نحكيها بس هي صحيحة, أو على الأقل ممكن تتطلع صحيحة و لازم السؤال عنها يضل مفتوح. بس العتبة الثانية الي اخترناها ممكن تسمح لكثير أفكار. يعني مثلا ما حدا يتصيرله مشكلة إذا حكى إنه 2 + 2 هو 5, أو الناس في اربد طولهم عشرة متر. هاي السوالف الواضح إنها خطأ ينتعامل معها كأنها نكت, أو بأسوأ حالة كدليل على الجنون, بس الأغلب ما يجننوا أي واحد. العبارات الي ممكن تجنن الناس في الأفكار الي من الممكن يصدقوها. اتوقع إنه العبارات التي بتخلي الناس ينجنوا أكثر اشي هي العبارات الي بخافوا تكون فعلا صحيحة
لو غاليليو قال إنه الناس بالسلط طولهم عشرة متر الناس بعتبروا مهسهس شوي. بس سولافة الأرض تلف حول الشمس سولافة ثانية كليا, الكنيسة كانت عارفة إنه الإدعاء غير يخلي الناس تبلش تفكر
أكيد, كلما شفنا الماضي هاي القانون بشتغل بشكل جيد. كثير من العبارات الي مشكلت الناس زمان هسا مسالمة. و بالتالي أي زائر من المستقبل غير يوافق على أفكار هسا بتعمل مشاكل للناس. هل ما فيش ولا حدا زي غاليليو بعصرنا؟ ما ظنيت
عشان نلاقيهم, شوف الآراء الي بتعمل مشكلة للناس, و بتخليهم يبلشوا بالتساؤل, معقول يكون صح هالحكي؟ ماشي, ممكن يكون هرطقة (أو اي كلمة منطلقها بعصرنا), بس معقول يكون هرطقة بس صحيحة؟
هرطقة
هاي مش ممكن تعطينا كل الأجوبة, بس شو في أفكار لسا ما حدا تمشكل عليها لهسا؟ بلكي في فكرة من كثر ما هي مثيرة للجدل ما حدا مسترجي يحكيها على الملأ؟ كيف ممكن نلاقيهم؟
طريق ثانية لنلحق كلمة هرطقة في التاريخ. في كل فترة تاريخية كان في مصطلحات يتم استخدامها لإسقاط أي عبارة قبل ما حدا يفكر إذا العبارة صحيحة أو لأ. “تجديف” “بدعة” “هرطقة” كانوا هاي المصطلحات لفترة جيدة من التاريخ, (الجملة التالية بتصرف) في الوقت الحالي نجد “أحد الأذناب” “بوق مأجور” أو “لا وطني”. بعد فترة سيفقدوا لذعتهم كما هو الحال بكل هالسوالف, و يصيروا يستخدموا كنوع من المسخرة, بس لحد هظاك الوقت, غير يحملوا كل وزنهم الإتهامي
كلمة “انهزامي” على سبيل المثال ملهاش معنى سياسي حاليا. بس بألمانيا 1917 كانت سلاح, استخدمها لوديندورف في حملة ضد الي فضلوا مفاوضات سلام. في بداية الحرب العالمية الثانية تشرتشل استخدمها بكثرة ليسكت معارضيه. في 1940 أي حجة ضد سياسة تشرتشل الهجومية كان اسمها “انهزامية”. أكانت حجج مصيبة أم لا؟ ما حدا وصلها لنعرف
لدينا مصطلحات كهذه اليوم, و الكثير منها, من التهمة الشاملة “غير لائق”, الى التهمة المخيفة “فتنة”. و في أي عصر, من السهل أن نعرف هذه الاتهامات, ببساطة بالنظر الى الصفات التي يصفها الناس لمعارضيهم بدلا من “غير صحيح”. عندما يتهم سياسي خصمه و يقول أنه مخطئ, هذا نقد مباشر, و لكن عندما يستخدم “يمس باللحمة الوطنية” أو “عنصري” بدلا من أن يقول أنها خاطئة, هنا يجب أن ننتبه أكثر لما يقال
لذا هذه طريقة جديدة لكشف أي تابو في وقتنا سيكون مسخرة عند ذكرها هي النظر نحو الإتهامات المعلبة. خذ تهمة “عنصري” على سبيل المثال, و فكر بمصطلحات قريبة منها, و لكن من هذه الأفكار, هل هناك احتمال أن تكون صحيحة؟
فقط أن نبدأ بأفكار عشوائية؟ نعم, لأنها لن تكون عشوائية كما نظن. الأفكار التي تخطر في بالنا في بادئ التجربة الأغلب أنها الأنسب لإعادة النظر, لأنها أفكار لاحظتها في وقت معين و لكن لم تسمح لنفسك بالتفكير بها
في 1989 مجموعة من الباحثين الأذكياء تتبعوا حركة العيون لخبراء أشعة و هم يفحصون صورا للصدر باحثين عن علامات لسرطان الرئة. و اكتشفوا أنهم حتى لو لم يلحظوا الورم, أعينهم لوحدها توقفت قليلا في مكانه. جزء من عقلهم استوعب أن خطبا ما هناك, و لكن هذه المعلومة لم تتطور لتصل الى وعيهم. أظن أن العديد من الأفكار الهرطقة أصلا متواجدة في عقولنا. ما علينا سوى إيقاف الرقابة الذاتية لوهلة و ستكون أول ما يظهر
الزمان و المكان
لو استطعنا النظر نحو المستقبل لعاد سهل إنا نكتشف الأفكار المسخرة مستقبلا بس مكيفين عليها حاليا. بس منقدرش نروح للمستقبل, منقدر نعمل اشي تقريبا بنفس الفائدة: نشوف الماضي. طريقة ثانية عشان نكتشف وين بنخبص هي إنه نشوف شو كان طبيعي تفكر فيه بس هسا مستحيل تصدقه
الاختلاف بين الماضي و الحاضر في بعض الأحيان يدل على تقدم. في مجال زي الفيزياء مثلا, لما نختلف مع الأجيال السابقة بكون لأنه إحنا صح و هم غلط. بس بسرعة هاي المفارقة بتتقلص صحتها كلما بعدنا عن العلوم الطبيعية. بس نوصل الأسئلة الاجتماعية, التغيرات زي الموضة. عمر الزواج مثلا بلولح زي طرف تنورة
ممكن نتخيل إنه احنا أذكى بكثير و عندنا فضائل أكثر من الأجيال السابقة, بس كلما تقرأ تاريخ أكثر, هالخيال ببعد عن الحقيقة. الناس زمان كانوا زينا هسا. مش أبطال, مش همج. شو ما كانت أفكارهم, كانت أفكار الناس العاقلين ممكن يصدقوها
لذا هاي كمان طريقة, سولف عن أفكار من عصور سابقة مختلفة و شوف شو بطلعلك. في منهم غير يكونوا صادمين حسب معيارنا الحالي, ماشي, بس شو لو كانوا صح؟
فش داعي ترجع بالزمن عشان تلاقي اختلافات كبيرة. بوقتنا الحالي, مجتمعات مختلفة عندها أفكار تختلف بشكل كبير بخصوص ايش طبيعي و ايش عيب. ممكن تقارن بين ثقافات مختلفة و تقارنها مع ثقافتك. (أفضل طريقة إنك تزورهم)
ممكن تلاقي تابوهات متناقضة. ثقافة بتعتبر أ فكرة صادمة, و ثقافة بتعتبر إنك ما تأمن بإنه أ هو اشي صادم. بس اتوقع إنه الصدمة موجودة بثقافة وحدة, يعني الشيء الناس بعتبروه عادي أو مش كثير فارقة رأيك فيه و ثقافة بتنصدم من التفكير فيه أو عدم التفكير فيه. انا بفترض إنه الطرف الي بنصدم الأغلب يكون هو الغلط
أتوقع إنه الأمور المحظورة و هي أكثر من بس كونها تابو ثقافي هي الأمور المحظورة بصورة عالمية, أو تقريبا بصورة عالمية. القتل على سبيل المثال. بس الأفكار الي مش كثير تعتبر خطيرة في جزء ضخم من الأوقات و الأمكنة, و مع ذلك هي محظورة فقط هنا و الآن, هاي الأفكار الي عالأغلب مخربطين فيها
على سبيل المثال, في قمة “التلمس السياسي” وزعت هارفرد لموظفيها منشورا فيه عدة تعليمات, أحدها هو أنه ليس من اللائق أن تطري زميل أو طالب على ملابسه. بدناش “قميصك طقع” من اليوم و طالع. هاظ المبدأ نادر في الثقافات كلها, أغلب الناس بعتبروا الإطراء نوع من الذوق مش اشي غلط. بالتالي الأغلب إنه لو أجا واحد من المستقبل لكامبردج 1992 لازم يدير باله من إنه يحكي اشي زي هيك
المثاليين
طبعا لو كان عندهم آلات زمن في المستقبل سيكون لديهم منشور مفصل لكامبردج. دايما كانت ليخة هناك, ممكن يتصلحلك الطريقة الي بتحكي فيها و بتفكر فيها بنفس الحوار. و هاي بتورجينا طريقة جديدة عشان نعرف وين التابوهات. دور عالمثاليين و شوف شو في بروسهم
رووس الولاد الصغار ملانة بكل التابوهات قيتنا. من المناسب إنه أفكار الأولاد تكون بتلمع و نظيفة. الصورة الي بنعطيهم إياها عن العالم مش بس مبسطة عشان تناسب عقولهم النامية, و لكن كمان منقحة, لتناسب أفكارنا عن شو لازم نخلي الأطفال يصدقوا
ممكن تشوف السولافة بمقياس مصغر بالكلمات العيب. في كمشة من صحابي صار عندهم ولاد هسا, و كلهم بحاولوا ما يستخدموا كلمات زي “منيكة” أو زخخرا حولين ولادهم, بلاش يصيروا الولاد يستخدموا الكلمات هاي كمان. بس هاي الكلمات جزء من اللغة, و البالغين العاقلين الراشدين بستخدموها دائما. الأباء و الأمهات بعطوا أطفالهم صورة مش كاملة عن اللغة لما ما يستخدموا هالكلمات, لليش؟ لأنهم بفكروا إنه مش مناسب للأطفال يستخدموا اللغة بأكملها. بنحب الأطفال يظهروا أبرياء
أغلب الأهالي أيضا بعطوا أولادهم أفكار مغلوطة عن العالم كامل. واحدة من الأمثلة الصريحة هي سانتا كلوز. منفكر إنه الفكرة بريئة و مناسبة للأطفال. و انا كمان بحسها فكرة لطيفة إنهم يصدقوا بسانتا كلوز. بس الواحد لازم يتساءل, هل منحكيلهم هالسوالف عشان مصلحتهم, ولا عشان مصلحتنا؟
مش قاعد بناقش مع أو ضد الفكرة. أكيد الأهالي بدهم يلبسوا ولادهم أواعي حلوة طفولية, و انا الأغلب اعمل نفس الاشي. المهم إنه نتيجة التربية غير تكون فتى أو فتاة بحمل تقريبا طقم كامل من المحظورات كلها, و الطقم لنج, لأنه ما توسخ بالخبرة الواقعية. أي اشي منصدقه و ممكن يكون سخيف في المستقبل, أكيد موجود في عقل الشباب هظول
كيف ممكن نشوف هالأفكار؟ بالتجربة الفكرية التالية. تخيل واحد الحياة معلمة عليه –مثلا متربي بالمدينة الصناعية أو المخيم أو ببلد فيها حرب أهلية, مش مهم- المهم واحد شايف تنو عايف. و تخيل إنك تقارن شو في براسه مع شو في براس بنت مؤدبة لطيفة مثالية في مدينة مِطرفة. شو أفكاره الي ممكن تصدمها؟ هو شاف العالم, هي براسها محظورات, تابوهات حالية. اطرح واحد من الثاني و النتيجة هي الأشياء الي ما منقدر نحكيها
الآلية
في ببالي كمان طريقة لنعرف شو ممنوع ينحكى: نشوف كيف المحظورات بتتشكل. كيف الموضة الأخلاقية بتصعد و ليش الناس بتقبلوها؟ لو فهمنا هاي الآلية, ممكن نراقبها و هي بتتشكل في وقتنا الحالي
الموضة الأخلاقية ما بصير تشكيلها زي الموضة العادية. الموضة العادية ممكن تبلش بصدفة لما الكل يحبوا يقلدوا شخص مشهور أو مؤثر. موضة البواط العريضة في نهاية القرن الخامس عشر بدأت لأنه تشارلز الثامن كان عنده ست اصابع بإجره. موضة اسم غاري بلشت لما الممثل فرانك كوبر لعب دور بهالاسم في مدينة قاسية بإنديانا. بس الموضة الأخلاقية يتم صناعتها بطريقة مقصودة. إذا في اشي مش ممكن نحكيه, الأغلب يكون في جماعة بدهاش نحكيه
الحظر بكون بأقوى مرحلة لما تكون المجموعة متوترة. سخرية القدر بقصة غاليليو هو إنه تبهدل عشنه كرر أفكار كوبرنيكوس. كوبرنيكوس نفسه ما تمشكل. حتى هو كان جزء من الكنيسة و أهدى الكتاب للبابا. بس بوقت غاليليو كانت الكنيسة بوقت “الإصلاح المضاد” و بالتالي كانت بتتلمس أكثر من الأفكار الي مش أرثودكسية
لصناعة التابو, المجموعة لازم تكون علقانة بمكان بين القوة و الضعف. المجموعة الواثقة من حالها بدهاش تحظر اشي عشان تحمي حالها. ما حدا يعتبر انتقاد الأمريكان او الانجليزي اشي مش لائق. بس المجموعة لازم تكون بقوة كافية لتفرض الحظر, الناس الي بوكلوا خرا مش بعدد كبير أو عندهم الدافع ليخلوا ذوقهم موضة عامة
أتوقع إنه أكبر مصدر لتابو أخلاقي هو صراع على السلطة مع طرف يا دوب بفوز. هناك بتلاقي الطرف الي قوي إنه يحظر اشي بس ضعيف لدرجة إنه بحاجة لمحظورات
أغلب الصراعات, بغض النظر عن حقيقتهم, يمكن النظر لهم كأنهم صراع بين أفكار. الإصلاح الإنجليزي كان جزء من صراع على السلطة و المال, بس أخرجوه على إنه صراع للحفاظ على أرواح الإنجليز من الفساد الروماني. من الأسهل تخلي الناس يحاربوا عشان فكرة. و الطرف الي بفوز, بعتبر إنه أفكاره هي الي فازت, كأنه الرب وقف مع الحجة الصح و نصر أهلها
منحب نصور الحرب العالمية الثانية كانتصار الحرية على الشمولية. بس هيك بننسى إنه الاتحاد السوفياتي كان أحد المنتصرين في تلك الحرب
مش عمبقول إنه الصراعات بالمرة مش عن الأفكار, بس إنه شو ما كانوا غير يتم تصويرهم عأساس إنهم عن الأفكار, حتى لو ما كانوا كذلك. و زي ما إنه الأزياء لآخر موضة زحلقنالها هي أكثر الأزياء البعيدة عن الموضة الحالية, ما في اشي بالنسبة لعقولنا خطأ أكبر من أفكار الطرف الي تم هزيمته مؤخرا. الفن التعبيري يا دوب بصحصح من موافقة هتلر و ستالين عليه
مع إنه الموضة الأخلاقية تنبع من مصادر مختلفة عن موضة الأزياء, الآلية لالتقاطها نفسها تقريبا. أول ناس بلتقطوها هم الناس الي بتقودهم طموحاتهم: ناس واعيين و بدهم يتميزوا عن القطيع. بس تبلش الموضة بتيجي موجة ثانية, أكبر بالعدد, بقودهم الخوف. المجموعة الثانية بلتقطوا الموضة مش عشنهم بدهم يتميزوا, بالعكس, لأنهم بخافوا يكونوا مميزين
لذا إذا أردت أن تعرف ما لا يجوز قوله, انظر نحو آلية الموضة و حاول توقع ما لا يمكن قوله. ما هي الجماعات القوية و المتوترة, و ما هي الأفكار التي يحاولون دفنها؟ ما هي الأفكار التي تلوثت فقط بحكم قربها من الجماعة الخاسرة في صراع حديث؟ لو حاول شخص واع التمييز و الخروج عن الموضات السابقة (لأبويه على سبيل المثال), أي من أفكارهم سيرفض؟ و الأشخاص التقليديون, ما هي الأفكار التي يخافون أن يقولوها؟
هذه التقنية قد لا تسمح لنا باكتشاف كل ما لا يمكن قوله. ممكن أن أفكر ببعض الكلمات الممنوعة لا بسبب صراع حديث. الكثير من المحظورات جذرها ضارب في الماضي. و لكن هذا الأسلوب, مجموعا مع الأساليب الأربعة السابقة, سيعطيك عدد جيد من الأفكار التي لا يتفكر بها بالعادة
لماذا
ممكن أن نتساءل, لماذا نفعل كل هذا؟ لماذا نذهب و نستقصد البحث في أفكار مريبة صيتها سيء؟ لماذا نبحبش عنها؟
انا بعمل هيك, أولا, لنفس السبب لما كنت أبحبش كطفل: فضول. و فضولي بتقرقر لما يكون الموضوع محرم. خلوني أشوف و أقرر لحالي
ثانيا, لأنه بكره أكون مخربط. لو, كأي عصر ثاني, مؤمنين بأمور غير تطلع تافهة بعدين, بدي أحاول أعرف شو هي عشان على الأقل, انا شخصيا ما أصدقهم
ثالثا, لأنه مفيد للعقل. عشان تشتغل صح لازم يكون عقلك جاهز يروح أي مكان. و لازم يكون عندك عقل متعود يروح على أماكن مش مفروض يروحلها
الأعمال العظيمة تنمو من الأفكار الي طنشوها الثانيين, و ما في فكرة مطنشة أكثر من الفكرة الي ما بتخطر عبال حدا. الانتخاب الطبيعي, على سبيل المثال, فكرة بسيطة جدا. لويش ما حدا فكر فيها من قبل؟ هاي السولافة واضحة, داروين نفسه كان داير باله و ماشي بهدوء بالموضوع لأنه عارف نظريته ايش ممكن يكون معناها. كان بده يمضي وقته يفكر بالبيولوجيا, مش يناقش الناس الي اتهموه بأنه ملحد
في العلوم خصوصا, من الأفضلية إنك تقدر تتحدى الافتراضات. توقيع العلماء, أو على الأقل العلماء الأذكياء, هو بالزبط هاظ: دور على الأماكن ممكن تكسر فيه الحكمة التقليدية, و تبحبش ورا التشققات. هيك النظريات الجديدة بتطلع
العالِم الجيد مش بس بطنش العرف السائد, بس ببذل جهد ليكسره. العلماء دوارين مشاكل,هيك توقيع أي دارس, بس العلماء يبدو إنهم أكثر جاهزية للبحبشة
لليش؟ بجوز لأنه العلماء أذكى بكل بساطة, أغلب الفيزيائيين ممكن إذا اضطروا يوخدوا شهادة دكتوراة بالأدب الفرنسي, بس أساتذة الأدب الفرنسي قليل منهم ممكن يوخد دكتوراة بالفيزياء. أو ممكن لأنه في العلوم النظريات أوضح أنو منها صح و أنو غلط, بصيروا العلماء هيك أجرأ. (أو بجوز لأنه من الواضح شو الصح و الغلط في العلوم, لازم تكون ذكي تشتغل كعالم بدل ما تشتغل مثلا كسياسي)
بغض النظر عن السبب, في تزامن واضح بين الذكاء و القدرة على التفكير بأمور خطيرة. مش بس لأنه الأشخاص الأذكياء عندهم قدرة أكبر يلاقوا الخزق في التفكير التقليدي. التقاليد أصلا مش كثير مسيطرة عليهم من البداية. ممكن تلاحظ هالشغلة من لبسهم
مش بس في العلوم الهرطقة بتفيد. بأي مجال فيه تنافس, ممكن تربح كثير لما تشوف الأشياء الناس الثانيين ما بشوفوها. و في كل مجال هناك أكم هرطقة القليلين مستعدين يقولوها. في عالم صناعة السيارات الأمور متزعزعة بخصوص سقوط الأسهم. بس السبب واضح لأي واحد مراقب الوضع من برا و ممكن يشرحه بثانية: سياراتهم زخخرا. و من زمان هيك لدرجة إنه السيارات الأمريكية ماركتها مضروبة, الشخص بشتري السيارة على الرغم من إنها امريكية مش لأنها امريكية. كاديلك بطلت الكاديلك بين السيارات من ال1970 . بس اتوقع ما حدا مستعد يحكي هالحكي, و إلا كان زبطوا الوضع
إنك تدرب حالك تفكر بأمور ما حدا بفكر فيها إلها فوائد فوق الأفكار نفسها. زي لما تحمي قبل ما تركض. لما تحمي بتمط حالك أكثر من و انت بتركض. لما تفكر بأشياء الناس ممكن يقشعر بدنها بس تسمعها, مش رح يكون عندك مانع تبعد بس نتفة عن التقاليد و تفكر بأشياء الناس غير يعتبروها مبتكرة
أفكار خفية
بس تلاقي سولافة بتقدرش تحكيها, وين تحطها؟ نصيحتي, خليها بنفسك. أو على الأقل اختار معاركك بذكاء
افترض لو إنه في المستقبل ظهرت حركة لمنع اللون الأصفر. أي واحد بقترح استخدام الأصفر صار لقبه “أصفري”, و أي واحد مشكوك بإنه بحب اللون الأصفر, بصير “ذنب الأصفر في المنطقة”. الناس الي بحبوا اللون البرتقالي يمكن تحملهم بس برضو مشكوك فيهم. تخيل لو إنك اكتشفت إنه ما في مشكلة باللون الأصفر. لو حكيت للناس غير يذموك بإنك أصفري, و بصير في كثير من النقاشات تضيع مع الناس الي ضد الأصفريين. هسا إذا هدفك في الحياة إحياء اللون الأصفر, ممكن تكرس حالك للموضوع. بس إذا هامك أمور ثانية, لما يتوصف بإنك أصفري بتشتت الانتباه. جادل الأغبياء غير تصير غبي زيهم
المهم بالموضوع إنك تفكر عكيفك, مش تحكي الي بخطر ببالك. و إذا حاس إنه كل اشي بتفكر فيه لازم تحكيه, ممكن تقلص قدرتك على التفكير بأفكار مش مناسبة. أظن إنه العكس هو الأنسب. ارسم خط بين أفكارك و كلامك. براسك, كل اشي مباح, انا براسي بحاول اوصل أكثر أفكار مشينة بتخيلها. بس كأنها في مجتمع سري, فش اشي بصير برا المبنى أو بنحكى لواحد مش عضو. أول قاعدة لنادي الهوش, ما تسولفش عن نادي الهوش
لما ميلتون كان بده يروح على إيطاليا في 1630, السيد هنري وتون السفير للبندقية, حكاله شعاره لازم يكون “وجه بشوش, أفكار خفية”. ابتسم للكل, بس ما تحكيلهم شو ببالك. هاي نصيحة بجمل. ميلتون كان زلمة بحب يداقر, و هاي وقت محاكم التفتيش. بس اتوقع الفرق بين وضع ميلتون و وضعنا هي مسألة درجة فقط. كل عصر ليه هرطقاته, إذا ما انحبست, على الأقل غير تنحط بمواقف باييخة
بعترف إنه ممكن تبين الشغلة فيها شوية جبن لو دايما سكتت. لما أقرأ عن المضايقات الي بتعرضولها الي بنتقدوا السيانتولوجي, أو إنه المجموعات الي مع اسرائيل بتعمل ملفات و تلم معلومات عن كل واحد بنتقد انتهاكانتها لحقوق الإنسان, أو الناس الي بتم مقاضاتهم لأنهم خرقوا ملكية فكرية لموسيقى أو فلم, جزء مني بكون بده يحكي “ماشي يا قوادين, لاقوني عند العلم”. المشكلة هي إنه في كثير سوالف بتقدرش تحكيها, إذا حكيتها كلها ببطل في وقت لشغلك الحقيقي. لازم تصير نعوم تشومسكي
المشكلة لما تمارس “التقية” بأفكارك هو إنه بتخسر لذة النقاش. الحكي عن الأفكار بجر أفكار جديدة. لذا الطريقة الأفضل إذا قدرت تزبطها هو إنه يكون عندك مجموعة من الأصدقاء المقربين ممكن تناقش معهم هالسوالف بحرية. هاي مش بس طريقة جيدة تطور أفكارك, كمان طريقة جيدة تختار أصحابك. الناس الي ممكن تخبص معهم بالحكي بدون ما يقلبوا عليك هم الأشخاص الي صحبتهم غير تكون بتستاهل
وجه بشوش؟
ما اتوقعش سولافة الوجه البشوش مهمة زي فكرة الأفكار الخفية. أفضل سياسة إنك توضح إنك مش شاد عطيزك زي أغلب الناس بخصوص اشي, بس بدون ما تكون واضح وين بالزبط بتختلف مع الموجة. المتشددين غير يحاولوا يتصيدولك, بس ما في داعي تجاوبهم. و إذا انجبرت على سؤال وفق معطياتهم, “اته معنا ولا ضدنا؟” ممكن دايما تحكي “لا معكو و لا معهم”
أو ممكن أحسن تحكي “لسا ما قررت”. هيك لاري سمرز عمل لما حاولت مجموعة تفوته بالحيط. بعدين وضح إنه ما بعمل امتحان حمضي قاعدي. كثير من الأسئلة الي بتخلي الناس يشدوا على حالهم معقدة. و ما في جائزة للي بجاوب بسرعة
إذا اللاأصفريين زودوها و بدك تخش عليهم بالعاطل, في طرق بدون ما يتهموك بأنك أصفري. زي الكر و الفر بالحروب القديمة, تفادى تدق فيهم دغري, بس طعم عليهم من بعيد بأسهم
إحدى الطرق هي إنك ترفع النقاش بدرجة بطريقة مجردة. إذا بتناقش ضد الرقابة بشكل عام, ممكن تتفادى إتهامك بأي تهمة بالفلم أو الكتاب الي عليه حظر. بتهجم على التهم الجاهزة بفوق-التهم: التهم الي بتوضح إنه في تهم عم بتم استخدامها لحظر أجزاء من النقاش, زي التلمس السياسي. و انتشار هالمصطلح جاب معاه بداية نهاية الفكرة من وراءه, لأنه سمحت للناس يهاجموا الظاهرة بشكل عام بدون ما يتم اتهامهم بإنهم جزء من طرفي الظاهرة
طريقة آخرى لهجمة مضادة هو استخدام مثال. أرثر ميلر قلل من هيبة أعداؤه لما كتب مسرحية “القفص”, عن محاكمات الساحرات في سيلم. ما وضح مين اللجنة الي بنتقدها مباشرة و بالتالي ما بقدروا يردوا عليه. شو ممكن يعملوا بهالسولافة, يدافعوا عن محاكمات الساحرات؟ و كان تشبيهه عالوجع لدرجة إنه تشبيه “مطاردة الساحرة” صار مصطلح لوصف أداء مشين لأي لجنة
و الأفضل من كل هالحكي, المز. المتشددين, ايش ما كانوا متشددين عشانه, دايما حس الفكاهة عندهم مضروب. بعرفوش يردوا على اشي مزح. وضعهم زي فارس على حصان في حلقة تزلج. الفزلكة الفيكتورية انطمست بس صارت مزة. و كذلك التلمس السياسي. آرثر ميلر علق بأنه مبسوط إنه كتب المسرحية, بس هسا بتمنى لو إنه كتبها ككوميديا سخيفة, عشنه الموضوع هيك كان بتطلب
ABQ
صديق دنماركي حكالي إنه هولندا يمكن استخدامها كمثال على مجتمع منفتح. صح عندهم تاريخ حافل لانفتاح نسبي. لقرون كانت الدول هاي المكان الي بتشلف اليه عشان تحكي شو ممنوع ينحكى بمكان ثاني, و هالإشي عمل المنطقة مركز علم و صناعة (مجالين مرتبطين أكثر مما الناس بتتوقع). ديكارت الي الفرنسيين بحكوا إنه زلمتهم, معظم تفكيره كان في هولندا
بس بصفن. الدينماركيين عايشين حياتهم بقوانين و تشريعات طالعة من رووسهم. في كثير أشياء ما بتقدر تعملها هناك, هل فعلا فش اشي بتقدرش تحكيه؟
أكيد حقيقة إنهم بقدّروا الإنفتاح العقلي مش ضمان. مين حكى إنهم مش منفتحين؟ البنت الي تخيلناها في التجربة الفكرية كمان مفكرة حالها منفتحة. مش هيك علموها؟ اسأل أي واحد و كلهم غير يقولوا نفس الاشي: إنهم منفتحين عقليا, بس برسموا الخط الأحمر عند الأشياء الغلط فعلا. (بعض القبائل كانت تتفادى “الخطأ” لأنه حكم, و بدلا من المصطلح بستخدموا “سلبي” أو “مدمر” عشان يبين اشي محايد
الناس لما يكونوا تيوس بالرياضيات, بعرفوا هالمعلومة لأنهم بخبصوا بالامتحانات. بس لما الناس يكونوا تيوس بالتفكير مش رح يعرفوا. بالعكس بكون متخيلين حالهم العكس تماما. تذكر, طبيعة الموضة إنها خفية. و عدا عن هيك ما بتشتغل. الموضة ما بتبين موضة للناس الي عايشين في وقتها. بس بتبين كأنها الاشي الصح الي ممكن نعمله. بس لما تتطلع على الأمور بطريقة موضوعية بتقدر تشوف لولحة الناس بشو هو الإشي “الصح” يعملوه, و ممكن نشوفها كموضة
الوقت بعطينا مساحة للحرية. بس نوصل الموضة الجديدة منشوف الموضة القديمة ببياختها, لأنهم بينوا بايخين بعد المقارنة. زي لولحة البندول, عند آخر نقطة بكون الطرف الثاني أبعد اشي حاليا
تنشوف الموضة في وقتنا, لازم جهد مركز. فش مساحة الوقت لذلك لازم تخلق المساحة لحالك. بدل ما تكون جزء من الحشد, بعد قد ما بتقدر, و شوف شو الناس بتعمل. و ركز لما تشوف فكرة بحاولوا يدفنوها. خدمة حظر المواقع بتحظر المواقع الي بتحتوي على إباحة, عنف, إثارة النعرات. بس شو الإباحية و العنف؟ و شو بالزبط هو “إثارة النعرات”؟ هاي الكلمة كأنها جاي من 1984
التهم الجاهزة الأغلب هي أكبر دائرة خارجية. إذا الجملة خطأ, أسوأ اشي ممكن تحكيه هو إنها خطأ. فش داعي تحكي إنها هرطقة. و إذا مش غلط, فش داعي نحظرها. لما تشوف كلمات بتنتهي بياء النسبة كتهمة. سواء في 1630 أو 2030, هاي دليل إنه في اشي غلط. بس تسمع أي تهمة اصفن و أسأل, لليش
خصوصا لما تسمع حالك بتكرر هاي التهمة. مش بس الناس لازم تبعد عنهم و تشوف شو بهببوا, كمان أفكارك لازم تبعد عنها شوي. هاي مش فكرة راديكالية عفكرة, هاي الفرق الأساسي بين الأطفال و البالغين. لما الولد الصغير يعصب لأنه تعبان ما بكون فاهم شو صاير. العاقل بس يعصب لأنه تعبان بقدر يبعد عن حاله و يحكي “خلص انسى, شكلي تعبان”. مش شايف شو المانع بهاي الطريقة الواحد يميز و يشيل أثار الموضة الأخلاقية
لازم توخد خطوة زيادة إذا بدك تفكر بصفاء. بس هاي أصعب, لأنك هسا بتفكر ضد التقاليد الاجتماعية مش بمساعدتها. الكل بشجعك تكبر عشان تقدر تقلل من قيمة مزاجك السيء. قلة الي بحكولك توصل لمرحلة ممكن فيها تقلل من قيمة مزاج المجتمع السيء
كيف ممكن تشوف الموجة لما تكون انت البحر؟ دايما تساءل. هاي أداة الدفاع الوحيدة. شو ما بصير تحكيه؟ و لليش؟
“
المقالة انتهت بس حاب أضيف أكم شغلة عالسريع, بخصوص التفكير, الاقتباس التالي من سلافوي جيجيك في كتاب مرحبا في صحراء الواقع, معلقا على الحفاظ على اللحمة الوطنية الأمريكية فورا بعد سقوط البرجين
الإغراء لهذا الإجماع يجب مقاومته, تحديدا في لحظات يبدو الخيار واضحا تماما, يكون الغموض فعلا هو المطلق
بخصوص الكلام, عن أبي إسحاق الفزاري قال: كان إبراهيم بن أدهم رحمه الله يطيل السكوت؛ فإذا تكلم ربما انبسط قال: فأطال ذات يوم السكوت فقلت: لو تكلمت؟ فقال: الكلام على أربعة وجوه: فمن الكلام كلام ترجو منفعته وتخشى عاقبته، والفضل في هذا السلامة منه، ومن الكلام كلام لا ترجو منفعته ولا تخشى عاقبته، فأقلُّ ما لك في تركه خفة المؤنة على بدنك ولسانك، ومن الكلام كلام ترجو منفعته وتأمن عاقبته، فهذا الذي يجب عليك نشره، قال خلف: فقلت لأبي إسحاق: أراه قد أسقط ثلاثة أرباع الكلام؟ قال: نعم
بخصوص الأدوات, فكر بتجربة العودة لزمن, و اختار زمن البعثة, هل ستكون من القلة القليلة الي آمنت بالرسول عليه الصلاة و السلام منذ البداية أم مع الأغلبية الساحقة من قريش؟
و طبعا موافقة الجماعة ليس خطأ, و مش هاي الفكرة من المقالة, الفكرة إنه في أفكار عليها إجماع و لكنها غلط, مش كل الأفكار, و لكن في أكم وحدة, هاي الأفكار الضالة الي مجبور تصدقها, شو هي؟